11 أغسطس 2025 16:02
الإخبارية الخليجية

إبراهيم المحارب

في إحدى زوايا الوطن المشرقة، وتحديدًا عند مفترق الحلم والرؤية، ينتصب مجسم فني بارتفاع 16 مترًا، لا يُشبه سواه في الفكرة ولا في البُنية. إنه عمل بصري حضاري يترجم رؤية المملكة 2030 بلغة الفن والتصميم المعماري، من إبداع وتنفيذ الفنان والمصمم السعودي المعروف إبراهيم عبدالعزيز المحارب، الذي نجح كعادته في تحويل المفهوم الوطني إلى منحوتة تنبض بالحياة والاعتزاز.

رؤية تتحوّل إلى شكل ,في هذا المجسم، لا نرى الرقم 2030 كأرقام جامدة، بل كقصة صاعدة تجسّدت في برج مُصمم بدقة، تنطلق من القاعدة بثبات، وتلتف بأناقة هندسية إلى الأعلى، حتى تصل إلى الكرة العاكسة التي ترمز إلى الوعي، والانفتاح، والنظرة العالمية للمملكة. الكرة اللامعة تعكس السماء، كأنها تقول إن طموحنا لا سقف له، وإن مستقبلنا يُشاهد من كل زاوية في هذا الكون.

رمزية الألوان والانسياب ,تتدرّج الألواح الملونة الصاعدة بشكل لولبي على جسد المجسم من الأزرق إلى الأخضر والأصفر والأسود، وكأنها تمثّل التنوع الاقتصادي، الاجتماعي، والبيئي، الذي تحتضنه رؤية 2030. التصميم ليس عشوائيًا، بل كل انحناءة وكل لون تم اختياره بعناية ليُعبّر عن التحول، والمرونة، والحيوية التي تقود المملكة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.

من فكرة إلى تنفيذ , لم يكن هذا العمل مجرد رسم على ورق أو مجرّد حلم على برامج ثلاثية الأبعاد، بل نفّذه المحارب بكل عناية، مستخدمًا خامات مقاومة، وتشطيبات عالية الجودة، لتبقى الرسالة راسخة لعقود، تروي للأجيال القادمة قصة وطن لم يتوقف عند حاضره، بل صعد بسلالم الحلم حتى بلغ القمة.

أكثر من مجرد مجسم ,هذا المجسم لا يقتصر دوره على التزيين الحضري أو الجمالي؛ إنه معلم وطني، ومصدر إلهام، وشاهد على تحول حضاري. إنه تذكير يومي للمواطن والمقيم والزائر بأن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل واعد، وأن الفن والتصميم يمكن أن يكونا أدوات توثيق لا تقل أهمية عن الكلمة المكتوبة.

المصمم إبراهيم المحارب، من خلال هذا العمل الجريء والمُعبّر، لم يُنفّذ فقط منحوتة عن رؤية 2030، بل غرس رمزًا في وجدان المكان والناس. إن هذا المجسم بارتفاعه، وألوانه، وهندسته، يُجسّد طموح وطن كامل، ويُظهر كيف يمكن للفن أن يواكب السياسة والرؤية والهوية في آنٍ واحد.

هذا العمل يدعو كل سعودي للفخر، ويدعو كل من يشاهده للوقوف أمامه احترامًا، لا لمجرد الفن، بل لرسالة متكاملة عن وطن لا يرضى إلا بالمجد