5 مايو 2025 00:33
الإخبارية دوت نت

حرب 1971 بين الهند وباكستان: 13 يومًا غيّرت خريطة جنوب آسيا – الإخبارية دوت نت

موقع الإخبارية دوت نت ينقل لكم أحدث الأخبار لحظة بلحظة من مصادر موثوقة، تابعوا التفاصيل.

في الثالث من ديسمبر عام 1971، شنت باكستان هجومًا جويًا مفاجئًا على 11 قاعدة جوية هندية في عملية عُرفت باسم “تشنغيز خان”، ما اعتبرته الهند بداية رسمية للحرب. 

ردّت نيودلهي بسرعة، لتبدأ بذلك واحدة من أقصر الحروب النظامية في التاريخ، إذ استمرت 13 يومًا فقط، لكنها خلّفت آثارًا عميقة وغيرت معالم المنطقة السياسية.

أخبار تهمك

جداول امتحانات الصف الثالث الابتدائي بالقليوبية 2025 الترم الثاني (صور) – الإخبارية دوت نت

رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقية لتطوير منطقة “كيزاد شرق بورسعيد” – الإخبارية دوت نت

وزير التعليم العالي يشهد ختام فعاليات ملتقى الابتكارات العلمية والهندسية – الإخبارية دوت نت

340 ألف طن صادرات غذائية خلال أسبوع والسعودية في صدارة المستوردين – الإخبارية دوت نت

خلفية الأزمة: صراع داخلي يُفجّر النزاع

بدأت جذور الأزمة من الداخل الباكستاني نفسه، وتحديدًا من التوترات المتصاعدة بين الجناحين الشرقي والغربي لباكستان. ففي أعقاب الانتخابات العامة عام 1970، فاز حزب “رابطة عوامي” البنغالي بقيادة الشيخ مجيب الرحمن بـ167 مقعدًا من أصل 169 مخصصة لشرق باكستان، ما منحه الأغلبية البرلمانية. 

لكن تعنت زعيم حزب الشعب الباكستاني ذو الفقار علي بوتو، ورفض المؤسسة العسكرية الغربية تمكين مجيب من تشكيل الحكومة، أدى إلى انهيار سياسي واسع.

قمع دموي في الشرق: بداية حرب التحرير البنغالية

في 25 مارس 1971، شنّ الجيش الباكستاني حملة عسكرية دموية على العاصمة البنغالية دكا، مستهدفًا قادة “رابطة عوامي” والمثقفين والنشطاء.

 أعتُقل الشيخ مجيب الرحمن ونُقل سرًا إلى غرب باكستان. وردًا على هذه المجازر، أعلن الرائد ضياء الرحمن استقلال بنغلاديش في 27 مارس بالنيابة عن مجيب، وشُكّلت حكومة منفى في الهند.

موكتي باهيني: المقاومة المسلحة البنغالية

تشكلت المقاومة البنغالية من مجموعتين رئيسيتين: “نابوميتو باهيني” (القوات النظامية)، و”غونو باهيني” (الفدائيون)، تحت قيادة الجنرال محمد عطاول غاني عثماني. 

وسرعان ما انضم عدد من الجنود المنشقين وأفراد حركة “بنادق شرق باكستان” إلى صفوف المقاومة، التي تلقت دعمًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا من الهند.

الهند تدخل الحرب رسميًا

مع تصاعد النزاع وتحول أزمة اللاجئين إلى عبء ثقيل على الهند، دخلت نيودلهي الحرب رسميًا في 2 ديسمبر 1971، عبر ضربات جوية مركزة دمرت الجزء الأكبر من سلاح الجو الباكستاني في الشرق.

 ثم تتابعت الهجمات من الجو والبحر والبر، وأسفرت عن خسائر فادحة لباكستان، خاصة بعد معركة بحرية حاسمة قبالة سواحل كراتشي في 5 ديسمبر.

معركة داكا والحسم العسكري

في السادس من ديسمبر، اقتربت القوات الهندية من دكا، وعلى مدى الأيام التالية، سقطت المدن البنغالية الواحدة تلو الأخرى. في 10 ديسمبر، تعرضت القوات الباكستانية المنسحبة إلى قصف جوي عنيف أدى إلى استسلام آلاف الجنود. 

ورغم محاولات مجلس الأمن فرض وقف إطلاق النار، استخدم الاتحاد السوفيتي “الفيتو” لحماية الهند وحلفائها البنغاليين.

الاستسلام وتأسيس دولة جديدة

في 16 ديسمبر 1971، وقّع الجنرال الباكستاني أمير عبد الله خان نيازي وثيقة الاستسلام في دكا أمام الجنرال الهندي جاغجيت سينغ أورورا. 

وبذلك انتهت الحرب رسميًا، وأُعلنت بنغلاديش دولة مستقلة، بعد انفصالها عن باكستان الشرقية.

كلفة الحرب: مأساة إنسانية بأبعاد هائلة

كانت الحرب قصيرة، لكنها دامية. تشير التقديرات إلى مقتل ما بين 2 إلى 3 ملايين مدني بنغالي، واغتصاب قرابة 400 ألف امرأة، معظمهن من الأقليات الهندوسية.

 كما اعتُقل أكثر من 90 ألف جندي باكستاني، في أكبر عملية أسر منذ الحرب العالمية الثانية. وفرّ ما بين 8 إلى 10 ملايين لاجئ إلى الهند هربًا من أهوال الحرب.